أخبار

Read this in English

أمهات يصبن الأطفال بعدوى التهاب الكبد بالفيروس C في مصر

نشرت بتاريخ 29 يناير 2015

قد يصاب قرابة 5000 طفل مصري سنويًّا بعدوى التهاب الكبد بالفيروس C عن طريق أمهاتهم.

لويز سارانت

أم لطفل عمره شهر في الفيوم تتلقى نصائح بعد الولادة
أم لطفل عمره شهر في الفيوم تتلقى نصائح بعد الولادة
© Claudia Wiens / Alamy
تشير دراسة حديثة نُشرت (قبل بضعة أيام) إلى أن نحو 3000 – 5000 طفل مصري قد يصابون سنويًّا بعدوى التهاب الكبد بالفيروس C عن طريق انتقال العدوى من الأم إلى الطفل.

ويُعتقد أن هذا الانتقال العمودي يحدث في أثناء الحمل أو عند الولادة، أو في الفترة التالية للولادة، عن طريق الدم عند الرضاعة من حلمة مشققة أو نازفة؛ نظرًا لأن الفيروس لا ينتقل عن طريق حليب الثدي.

ركز العلماء من كلية طب وايل كورنيل في قطر (WCMC-Q) ومدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي في المملكة المتحدة على إحصاءات من مصر، التي فيها أعلى نسبة في العالم من التهاب الكبد بالفيروس C، حيث يقدر أن 14.7% من السكان يحملون الفيروس، ويحدث ما يصل إلى 100,000 إصابة جديدة كل عام، وفق منظمة الصحة العالمية.

هذه الدراسة هي الأولى لتقدير عدد حالات العدوى الجديدة التي تنجم عن انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل في أي بلد. وضع الفريق نموذجًا رياضيًّا مستندًا إلى المسح الديمغرافي والصحي (DHS) الذي جرى في مصر عام 2008، دراسة نموذجية وطنية جمعت المؤشرات الحيوية لعدوى التهاب الكبد بالفيروس C. وهذا المسح هو الأول من نوعه الذي يشمل عدوى التهاب الكبد بالفيروس C في أي بلد منخفض ومتوسط الدخل.

ما هو أكثر مدعاة للقلق، أن نتائج الدراسة، التي نُشرت في دورية Hepatology تُظهر أن انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل قد يسهم في إحداث ما بين 30 و50% من إجمالي الحالات الجديدة ضمن الفئة العمرية الأصغر من خمس سنوات. كما قدروا أيضًا أن 7% من النساء المتزوجات في سن الإنجاب كن يحملن الفيروس C في دمائهن عام 2008، وأن معدل الإصابة الأعلى موجود في المناطق الريفية.

إن إمكانية نقل مرض التهاب الكبد بالفيروس C لأطفال النساء الحوامل مرتفعات الحِمل الفيروسي أكثر ترجيحًا، مقارنة بالنساء منخفضات الحِمل الفيروسي، كما أن النساء مزدوجات العبء بسبب إصابتهن بعدوى التهاب الكبد بالفيروس C وعدوى نقص المناعة البشرية هن الأكثر عرضةً لإصابة مواليدهن الجدد بالعدوى.

توضح منال السيد -طبيبة الأطفال في جامعة عين شمس، والمشرفة على اللجنة الوطنية المصرية لفيروس التهاب الكبد- أن "القسم الأكبر من الأمهات مرتفعات الحمل الفيروسي هن منقوصات الوظيفة المناعية"، وتضيف: "ربما كانت هذه السيدات قد أصبن بعدوى فيروسات أخرى، أو ربما عانين الإنفلونزا قبل الولادة. إذا كن مصابات بفيروس نقص المناعة البشرية وما يرتبط به من مناعة أقل، فإن فرص نقل التهاب الكبد C تصبح شديدة الارتفاع".

طريق فريد 

هناك بالتأكيد فرص لتقديم المشورة قبل الزواج، والتي تؤدي إلى الإحالة لتلقي العلاج

تشرح لينكا بينوفا -من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وكلية طب وايل كورنيل في قطر، والباحث الرئيسي للدراسة- أن الانتقال العمودي من الأم إلى الطفل يتميز بالعديد من الخصائص الفريدة التي تجعل فهمه صعبًا. 

"الانتقال العمودي لالتهاب الكبد بالفيروس C نادر الحدوث. في دراسة سابقة كنا قد أجريناها، قدرنا أن ما بين 5 و10 من 100 طفل يولدون لنساء مصابات بعدوى نشطة لالتهاب الكبد بالفيروس C قد انتقلت إليهم العدوى عموديًّا، اعتمادًا على حالات العدوى المصاحبة لفيروس نقص المناعة البشرية لدى الأم".

ثانيًا، تؤكد أن الأمر يستغرق وقتًا طويلاً لتحديد حالة العدوى بين الأطفال حديثي الولادة الذين تعرضوا لانتقال الفيروس عموديًّا. وتتلخص النصيحة السريرية الحالية في متابعة الأطفال المعرضين لمدة 18 إلى 24 شهرًا قبل وضع تشخيص العدوى المزمنة. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن زوال أجسام الأمهات المضادة لدى حديثي الولادة مرجح الحدوث بعد السنة الأولى.

توضح د. منال السيد أن الأطفال "يتمتعون بالقدرة على التخلص من الفيروس بسرعة أعلى بكثير من البالغين، وبحلول السنة الخامسة أو السادسة من العمر، سيكون ما يقرب من 30% من الأطفال المصابين بالفعل قد تخلصوا من الفيروس"، 

لذا، فإن أي دراسات تجرى لتقييم آلية الانتقال العمودي تحتاج لإدراج أعداد كبيرة من الحوامل إيجابيات الفيروس C والاستمرار بمتابعة أطفالهن عدة سنوات؛ وهذا قد يكون صعبًا ومكلفًا من الناحية اللوجستية، وفق شرح بينوفا.

الوقاية من العدوى

على الرغم من عشرات السنوات من البحث الأساسي، تقول بينوفا: إنه لا توجد تدخلات في أثناء الحمل أو عند الولادة أثبتت قدرتها على الحدّ من خطر الانتقال العمودي لعدوى التهاب الكبد بالفيروس C. كما تضيف: "العلاج بالبيج إنترفيرون (الإنترفيرون مديد الفعالية) والريبافيرين ممنوع في أثناء الحمل، وهو حاليًّا لا يُعطى للأطفال دون السنتين من العمر".

وتضيف د. منال السيد: إن ثمة بحوثًا واعدة في الطريق، ولكن الإجابات قد تكون بعيدة نوعًا ما. "في المستقبل القريب، سيكون لدينا عقاقير مضادة للفيروسات مباشرة وآمنة، يمكن تناولها خلال فترة الحمل؛ لمنع انتقال العدوى نهائيًّا، ولكن التجارب السريرية لم تبدأ بعد".

في الوقت نفسه، يمكن إجراء الفحص وتقديم العلاج للنساء المصابات بعدوى التهاب الكبد الفيروسي C النشط قبل أن يحملن، وفقًا لقول بينوفا. ووجدت دراسة المسح الديمغرافي والصحي (DHS) التي جرت في مصر عام 2008 أن 2% فقط من النساء المصريات ذكرن أنهن خضعن في وقت ما لاختبار التهاب الكبد الفيروسي C. "هناك بالتأكيد فرص لتقديم المشورة قبل الزواج، والتي تؤدي إلى الإحالة لتلقي العلاج. وقد أظهر العلاج المبكر للعدوى لدى الأطفال فوق السنتين من العمر، نتائج ممتازة".

doi:10.1038/nmiddleeast.2015.19


  1. Benova, L. et al. Estimation of hepatitis C virus infections resulting from vertical transmission in Egypt. Hepatology http://dx.doi.org/10.1002/hep.27596(2015)